«أورا- حرب الممالك ج2»روايات فانتازيا عربية

 مرحبا بك عزيزي القارئ في مدونة الكاتب «إسماعيل أليكس» وهي مدونة أدبية تنشر بأستمرار قصص فانتازيا جديدة   وقصص خيال علمي وقصص خياليةللأطفال، فأرجو أن تنال كتاباتي المتواضعة علي أعجابك كما أرجو أن تخبرني برأيك في التعليقات أسفل القصص الأدبية.


رواية أورا 

الجزء الثاني 

روايات فانتازيا عربية 


في مساء اليوم التالي حضر- جيناري - كاهن مملكة الفونتات وعقد اجتماع بمعرفة ملوك الممالك الثلاثة في الجنوب وظل الكهنة الثلاثة يستمعون لآدم ويسألونه الكثير من الأسئلة حتى انتهى الاجتماع وجلس الكهنة بمفردهم وقال هو نار لرفيقه:

"لابد من اجتماع للملوك الثلاثة"

أعترض دينارا قائلا "لا يا أخي العزيز لابد لنا من حل هذه المسألة بمفردنا ولا حاجة لنا بالملوك"

"نحن لا نستطيع تحريك الجيوش بدونهم"

"ومن قال إننا بحاجة إلى جيوش؟" تساءل دينار

قال هو نار "الأمر خطيرا يا دينار"

أجابه الآخر "سنتولى الأمر من الآن يا أخي فمهمتنا هي الدفاع عن الجنوب والممالك الثلاثة"

قال أسعار كاهن مملكة القناطير في تلك اللحظة:

"يا أخي دينار أنت محق في أن مهمتنا هى الدفاع عن الجنوب لكنك تعلم أن الحرب مع الجوبلز كانت أكبر حربا شهدتها أرض أورا العظيمة، إن هذا الأمر لا يمكن أن نتعامل معه بمفردنا"

قال جينار "لكننى لا أثق فى هذا الغريب"

أجابه أسغار بهدوء "لكن لا بد من أن  نأخذ حذرنا"

صمت جينار في تلك اللحظة ونظر عبر نافذة بجواره إلى القمر الفضى فى سماء- أورا- وبعد قليل أومأ برأسه موافقا "ليكن ذلك". 

*****

نظرت زوجة آدم في ساعتها ثم عاودت الاتصال بزوجها للمرة الخامسة عشر ، لقد تأخر عن موعده كثيرا وهاتفه مغلق حتى الآن وقد ذاد قلقها عليه خشية أن يصيبه مكروه أو أنه قد أصابه بالفعل.

بينما في ذلك الوقت وفي المكتبة القديمة جلس الرجل العجوز الآسيوي أمام الساعة الرملية يشاهد سقوط الرمال من أعلى إلى أسفل وقد مضى نصف الوقت تقريبا فتنهد الرجل قائلا:

"يبدو أن عمرك قليل جدا أيها الفتى، قليل جدا"

*****

كان ملك الفونتات آخر من وصل إلى أرض الأقزام بصحبة صغيره براى وقائد جيشه وفي القاعة الملكية رحب ملك الأقزام بملوك القناطير والفونتات وقادة جيوشهم.

وداخل القاعة الملكية جلس الملوك الثلاثة وقادتهم والكهنة الثلاثة للتشاور حول هذا الأمر الخطير وبدأ الكاهن أسغار بالحديث قائلا:

"أيها الملوك العظماء، لقد طلبنا أنا وأخوتي من الكهنة هذا الاجتماع للتشاور حول أمر هذا الغريب، فكما تعلمون لقد كانت الممالك الثلاثة في الجنوب تعيش بسلام على أرض أورا العظيمة لسنوات عديدة حتى اقترحت زوجة ملك القناطير السابق الملكة- دينبار- بناء جسر كبير يربط الشمال بالجنوب، وبالفعل تم إنشاء جسر" نارينا "على مدار تسع سنوات قمرية بالتعاون بين الممالك الثلاثة وقد أرسلنا الكثير من جنود الممالك الثلاثة لاستكشاف الشمال لكننا صدمنا بمسوخ للجوبلز المتوحشة وهي آكلة اللحوم، كما اكتشفنا وجود غابات سوداء بجانب جبال الضباب يسكنها الجان الذين لا يريدون التواصل مع أي مخلوق آخر وهي أيضا كائنات خبيثة ولها قوة كبيرة لا يستهان بها.

أكمل الكاهن قائلا:" قررنا وقتها نحن الكهنة وكان معنا المعلم- ليو- العظيم أن يتم أغلاق الجسر بل هدمه نهائيا حتى لا يأتى هذا الشر ألينا فى الجنوب، لكننا قد تأخرت فى فعل ذلك فلقد جمع الجوبلز جيشهم وأستعدوا لمهاجمة الممالك الثلاثة فى الجنوب فقامت الملوك الثلاثة بإرسال جيوشهم إلى الشمال وقد كانت حربا عظيمة هناك لم يشهد لها مثيل "

صمت لبعض الوقت ثم أكمل:" وقد فوجئنا بوحش الجوبلز وسيدهم- الكورون- ذلك المسخ الرهيب يخترق أرض المعركة ويقتل الملوك الثلاثة أمام الجميع لكن المعلم ليو تصدى له أخيرا ونجح فى أسره داخل سجون الأقزام تحت الأرض "

فى تلك اللحظة أكمل الكاهن هونار الحديث:" وبعدها أختفى المعلم ليو ولا نعلم أين ذهب؟ لكن منذ ذلك الوقت تعيش الممالك الثلاثة فى سلام وأمان حتي فوجئنا بذلك الغريب يقتحم أرض القناطير ويخبرنا برؤية قد رأى فيها حربنا مع الجوبلز في الشمال "

قال ملك القناطير متسائلا" هل يمكن أن يكون كاذبا؟ "

أجابه الكاهن أسغار" لكننا لم نر مخلوقا مماثلا بهذا الشكل من قبل أيها الملك العظيم، لا فى الشمال ولا فى الجنوب "

قال ملك الأقزام مقترحا" أذا نرسل جيشا كبيرا إلى الشمال "

قال جينار كاهن مملكة االفونات: 

" إن لدينا بالفعل حراس على الجانب الآخر من الجسر كما تعلمون فلا حاجة بإرسال جيش الأن دون التأكد من حقيقة ما قاله

الغريب "

فى تلك اللحظة تساءل ملك الفونات:" أذا ماذا تقترحون أيها الكهنة الكرام؟ "

نظر الكاهن أسغار لرفيقيه ثم عاد ينظر للملوك الثلاثة وقادة جيوشهم وقال بهدوء:" أقترح أن أذهب بصحبة الغريب وبعض الحراس إلى الشمال لأستطلاع الأمر "

سارت همهمة كبيرة فى القاعة الملكية وصاح ملك الأقزام:" كيف ستذهب هناك وحدك أيها الكاهن؟ لابد أن  يكون معك أحد القادة وجيش كبير "

أجابه أسغار" لابد لنا من التأكد أولا أيها الملك العظيم قبل أرسال أى جيش إلى الشمال "

كانت فكرته لا تروق للملوك الثلاثة لكن بعد وقت طويل من المحادثات وافق الجميع على هذا الرأى.

فى صباح اليوم التالى أنطلق ثلاثون قنطور عبر جسر نارينا حاملين معهم الكاهن أسغار وآدم، وقد كان الطريق طويلا عبر الجسر حيث إن الجانب الآخر فى الشمال يقع بعد مسيرة يومين.

ومر اليوم الأول وتوقف الجميع فى المساء للراحة وتناول الطعام ثم عاودا السير فى اليوم الثاني حتى مروا علي جزيرة "وايت كاب" وهى جزيرة الحوريات الجميلة لكن الكاهن عندما نظر من فوق الجسر لم يجد أثرا للحوريات وهو الأمر الذى أقلق كاهن مملكة القناطير كثيرا فهو يعلم أن الحوريات تهرب عندما تستشعر الخطر عن بعد.

وفى اليوم الثالث وصل الجميع إلى نها ية الجسر وعبروا إلى الشمال وهناك رأوا على اليمين جبال الضباب تقف شامخة عالية وعلى اليسار كانت الغابات السوداء بمنظرها الذى يبث الخوف فى النفس.

توقع الكاهن أن يجد الحراس الذين تم أرسالهم لحراسة بوابة الجسر الشمالية لكنه لم يجد أحدا وبدلا من ذلك وجد أحد سيوف الحراس ملقى على الأرض وقد لطخته الدماء.

قال الكاهن بهدوء "فلنسير قليلا"

وسار الجيش الصغير فوق الصخور لكن فجأة رأى آدم رؤية أخرى، وفى ذلك المكان تحديدا، رأى بعض مسوخ الجوبلز ينقضون على الحراس ويقتلونهم ثم يلتهمونهم ورأى أيضا سحابة من الدخان الأسود خرج منها كائنات بشعة، بل أكثر بشاعة من الجوبلز.

صرخ آدم فجأة وكاد أن يقع من فوق ظهر القنطور لكنه تمالك نفسه قبل أن يسقط فتساءل الكاهن أسغار "ماذا حدث؟"

قص آدم عليه ما رآه للتو فعقد الكاهن حاجبيه بتفكير عميق، أنه أمر خطير جدا خاصة أنه لم يجد الحراس المكلفين بحراسة جسر نارينا. وفجأة أنطلق صوت بوق عال من مكان ما فنظر الجميع 

حولهم فلم يروا ألا بعض التلال الصغيرة.

لكن علي حين غرة أنشقت هذه التلال الصخرية وخرجت منها عناكب سوداء كبيرة لها أربع عيون حمراء كالدم وفك كبير به مئات الأنياب، وهجمت العناكب على جيش القناطير وتصارع الأثنان بقوة ومات الكثير من القناطير وأختبئ "آدم" خلف صخرة كبيرة فى محاولة بائسة منه للنجاة،

وحارب الكاهن أسغار بمهارة مستخدم قوته فحرك يديه فى الهواء فبرز سيف حاد مشتعل بالنيران فضرب به رأس أحدى العناكب فأنشق نصفي وأشتعلت النيران بجسده، وفى جهة أخرى أمسك أثنين من العناكب بقنطور وغرزا مخالبهما فى جسده فصرخ عاليا من الألم ثم جذب كل منهما جسد القنطور بقوة فأنشق إلى قطعتين وتناثرت أمعاؤه ودماؤه.

وقاتل جيش القناطير ببسالة رغم الموت المحقق الذى يقترب منهم بينما فى ذلك الوقت ظهر الكثير من الجوبلز، لا أحد يعلم كيف ظهروا فجأة؟ لكنهم دخلوا المعركة على أى حال وألتفوا حول القناطير والكاهن وآدم الذى ما زال يختبئ خلف الصخرة.

وعندها علم الكاهن أسغار أنهم سيصبحون وجبة سائغة للجوبلز فأستخدم قوته فظهرت كرة من ضوء أبيض بين يديه فقذف بها تجاه الجوبلز والعناكب فطار هؤلاء كأن قنبلة صغيرة أنفجرت فيهم وسقطوا على الأرض على بعد مائة متر تقريبا.

وبسرعة كبيرة قفز الكاهن فوق ظهر أحد القناطير المتبقون وجذب آدم من مكانه ورفعه خلف ظهر القنطور وصاح بقوة "أركض"

وركض القنطور سريعا وتبعه من تبقى منهم أحياء عائدون إلى جسر نارينا.

*****

الفصل الثالث 


لساعة من الوقت ظلت القناطير تركض بلا توقف فوق الجسر فى أتجاه الجنوب حتى أشار الكاهن لهم وهو يهتف:

"توقفوا... لقد أبتعدنا عن الشمال بما يكفى"

توقفت القناطير وهم يلهثون من الأجهاد الكبير، لقد بلغ التعب ذروته بهم ونزل الكاهن وآدم من فوق ظهر القنطور وربت الكاهن على ظهر القنطور قائلا:

"أحسنت يا صديقى"

جلس الكاهن بجوار آدم الذى بكى من شدة الخوف فحاول الكاهن تهدئته لكن الشاب دفع يده وهو يصرخ:

"أبتعد عنى، أنا أريد الرحيل من هنا، أريد العودة إلى عالمى، إلى زوجتى وأطفالى، أبتعدوا عنى جميعا"

تركه الكاهن يهدأ وقام ليقف بجوار قائد حرس القناطير الذى سأل الكاهن بهدوء:

"هل نتركه هنا؟"

"بالطبع لا، أنه فقط يحتاج أن يهدأ قليلا"

قال القنطور وهو ينظر لشئ ما خلف الكاهن "ما هذا؟"

نظر الكاهن خلفه وأتسعت عيناه فى حين أستعدت القناطير ووقفت بجوار بعضها للدفاع وهتف آدم بذعر قائل:

"ما هذا؟"

كانت أمامهم عاصفة من دخان أسود تأتي من ناحية الشمال وأقتربت منهم كثيرا وعندها هتف الكاهن "هيا بسرعة"

لكن آدم كان قد قفز بالفعل على ظهر أحدى القناطير وظل يضرب فيه صائحا:

"هيا... أهرب... أهرب"

كاد القنطور أن يلقيه من فوق الجسر دون أن يشعر به أحد حتى يتخلص من هذا المزعج لكنه أكتفى بالصياح فى وجهه "أصمت"

ما حدث بعدها كان غريبا، لقد توقفت سحابة الدخان على بعد أمتار منهم وخرج منها ما كان يخشاه آدم أنها المخلوقات الرهيبة التى رآها فى رؤيته فى الشمال ولقد كان على حق، لقد كانت رهيبة، بل بشعة ومخيفة إلي اقصي حد. 

***** 

نيويورك الواحدة ظهرا

داخل منزل آدم

بكت زوجة آدم كثيرا وهي تضع كفيها على وجهها بينما ألتفت حولها العائلة وكان من بينهم والد آدم الذي قال مهدئ إياها:

"لا تقلقين يا أبنتا ربما ذهب عند أحد من أصدقائه"

أجابته الفتاة وهي تمسح دموع وجهها "لقد اتصلت على جميع أصدقائه وزملائه في العمل وكلهم أخبروني أنهم لم يروه منذ البارحة"

سألها والد آدم:

"ألم يكن ينوي الذهاب إلى مكان ما وأخبرك بذلك؟"

فكرت الفتاة قليلا ثم قالت بعدها:

"لا أبدا لم يخبرني بشيء لكن أحد أصدقائه خارج العمل أخبرني أنه أرسل له عنوان مكتبة ما في وسط نيويورك فهو قد تعود أن يشترى كتاب يقرؤه في عطلة نهاية الأسبوع"

قال الرجل العجوز "أعطيني عنوان هذه المكتبة"

"حسنا سوف أتصل بصديقه هذا وأحصل عليه منه"

وبعد حوالي الساعتين كان الرجل يقف أمام باب المكتبة لكنه كان مغلقا فطرق الباب عدة مرات لكن ما من مجيب، وفي النهاية أضطر الرجل للمغادرة.

بينما في قبو المكتبة ووسط عشرات من صفوف الكتب كان الرجل الآسيوي ما زال يجلس أمام الساعة الرملية يراقبها في اهتمام كبير وكأن حياته كلها تتوقف على تلك الرمال المتساقطة.

*****

كانت معركة شرسة فوق جسر نارينا

تلك المخلوقات الرهيبة تمسك سيوفا من نار وتضرب بها بقوة بينما لم تملك القناطير سوى سيوفهم الحديدية، وتصاعد الدخان الأسود من كل مكان وسقط ثلاثة من القناطير وجرح آدم في ذراعه وكاد أن يموت لكن الكاهن أنقذه بأعجوبة.

وقطع أحد القناطير رأس أحدهم لكن جاء آخر وغرس سيفه الناري في عنق القنطور.

وبينما يمر الوقت كان عدد تلك المخلوقات يتزايد فقد كانوا يخرجون من الدخان الأسود الذي أخذ يقترب من الكاهن ورفاقه أكثر وأكثر.

ولم يجد الكاهن مفرا فأستخدم قواه الكبيرة فحرك يديه سريعا بطريقة دائرية ثم ضرب أرض الجسر أسفل قدمه فأنكسر الجسر ثم بدأت الصخور المتراكمة في قاع نهر سالوين ترتفع من مكانها إلى أعلى الجسر ثم بدأت تتراقص فوق بعضها البعض صانعة ساتر كبير بين مخلوقات الدخان الأسود والكاهن وجيشه الصغير وهتف الكاهن "هيا بسرعة ليس لدينا وقت"

لقد كانت جولة رهيبة رأوا فيها الموت للمرة الثانية لكن ما هو قادم كان الأسوأ.

*****

داخل القاعة الملكية في مملكة الأقزام هتف ملك الأقزام قائلا:

"الجان، ماذا تقول أيها الكاهن؟ هل جننت؟"

قال الكاهن أسغار بهدوء "أيها الملك العظيم، إن ما واجهته أنا والحراس يفوق الوصف وأؤكد لك أيها العظيم أن هذا الشر لن يكون ألا من جن الغابات السوداء"

قال ملك القناطير متعجبا:

"لكن الجان لا يغادرون غاباتهم أبدا، لم نسمع بحدوث هذا من قبل"

قال الكاهن أسغار وهو يشير نحو الشمال "إن الجان أتحد مع للجوبلز الآن وهذا ما يجب علينا أن نستعد له"

في تلك اللحظة تساءل ملك الفونتات "ولماذا يتحد الجان مع للجوبلز ؟"

نظر له الكاهن أسعار وقال بهدوء:

"هذا ما لم نعلمه حتى الآن ولكن إن لم نستعد لهذا الشر الكبير فسنهلك جميعا وسيهلك عالمنا كله كما لا ننسى أيضا أن للجوبلز يريدون سيدهم،

سيد جبال الضباب، يريدون تحرير الكمرون "

وقد كان وقع الكلمة الأخيرة ثقيلا على نفوس الجميع.

*****

جلس جوردون ملكا للجوبلز على عرشه الصخري داخل الكهف الكبير ونظر إلى قائد جيش للجوبلز وقال له بحدة "ماذا فعلت؟"

أجابه قائد الجيش "لقد أعدينا كل شيء كما أمرت أيها الملك"

قال جوردون بصوت عميق كأنه يأتي من بئر سحيق:

"لقد حان الوقت ليعود سيد جبال الضباب ولتستعد أورا كلها لغضبه"

أشار ملك الجوبلز إلى قائد جيوشه فغادر القاعة بينما ظل جوردون يفكر قليلا وهو شارد الذهن حتى شعر بشيء ما داخل القاعة فقال بصوت عال كأنه يتحدث مع شخص ما أمامه:

"أرى أنكم لا تحتاجون إلى دعوة للحضور"

فجأة ظهر دخان أسود في فراغ القاعة أمام جوردون وخرج منه كائن مخيف الشكل، مخلوقا أحمر اللون له قرنان كبيران في رأسه كالماعز وعيناه سوداء دون حدقة، وله مخالب حيوان في يده وحوافر مخيفة في أقدامه.

إنه ملك الجان وسيد الغابات السوداء وهذا هو وصفهم، أن الجان مخلوقات مخيفة لا تطيق النظر إليها.

قال ملك الجان بصوت غليظ مخيف "نحن لا نحتاج إلى دعوة"

أبتسم جوردون وهو ينظر لملك الجان الذي قال له:

"هل تعلم ماذا سيحدث لك إذا أخلفت اتفاقنا؟"

"أعلم ذلك جيدا" ثم أكمل حديثة بهدوء:

"سيكون لكم الجانب الشمالي لأرض أورا، لكن هذا يتوقف على تعاونكم معنا"

قال ملك الجان قبل أن يعود إلى الدخان الأسود ويتلاشى في فراغ القاعة:

"لا تقلق من هذا فلقد أرسلت هدية صغيرة إلى ملوك الجنوب"

*****

كان الملوك الثلاثة ما زال يجتمعون في مملكة الأقزام للتشاور حول ما حدث، وقد تم عقد عدة اجتماعات مع الكهنة الثلاثة وفي أثناء ذلك أرسلت مملكة القناطير الكثير من الحراس إلى أرض الأقزام وفعلت مملكة الفونتات المثل وبينما كان الملوك يجتمعون للتشاور حول إرسال الجيوش لمحاربة للجوبلز في الشمال انطلقت صرخات عالية في مملكة الأقزام، صرخات ذعر وخوف.

خرج الجميع وخاصة الكهنة لمعرفة ما يحدث لكنهم فوجئوا بثلاثة تنانين سوداء كبيرة تأتي طائرة من فوق جسر نارينا من ناحية الشمال وبدأت تقذف كرات لهب من فمها نحو أرض الأقزام.

وعلت الصرخات وأحبطت الأقدام مع بعضها وهي تركض هنا وهناك واشتعلت منازل كثيرة وأيضا أجساد كثيرة من الأقزام والقناطير والفونتات فبدأت قوات الحرس بإطلاق السهام والرماح نحو التنانين التي هبطت على أرض الأقزام وبدأت تضرب بمخالبها وذيلها الطويل فتقذف أجساد الأقزام بعيدا فيسقطون على الأرض جثثا هامدة.

وأطلقت الكهنة كرات أشعة حمراء حارقة نحو التنانين فأصابتها وسقط إحداها بينما غضب الآخران أكثر وأطلقا ألسنة لهب كبيرة في كل مكان،

ونشبت الحرائق في كل مكان هنا وهناك فهتف الكاهن أسعار :

"أطلقوا جاما"

وأطلق الكهنة الثلاثة أشعة جاما الفتاكة نحو التنينين المتبقيين فسقط أحدهما وقد أحترق جسده عن آخره بينما هرب التنين الأخير نحو الشمال. كان المشهد حزينا، حرائق هنا وهناك وأصوات بكاء في كل مكان، ونظر الملوك الثلاثة إلى أسغار كاهن مملكة القناطير وقال ملك الأقزام:

"لقد كنت على حق، يجب أن نجمع جيوشنا قبل فوات الأوان"

*****

الفصل الرابع


على مدار الأيام التالية كانت جيوش الفونتات والقناطير تتوافد في مملكة الأقزام فهي المستهدفة لأن فيها سجن الكورون سيد جبال الضباب والأب الأعظم للجوبلز كما أن فيها بوابة الجسر.

وعلى مدار تلك الأيام كان آدم موضع اهتمام كبير لأسغار فعلمه القتال بالسيف وقذف السهام بينما شعر الشاب بالطمأنينة مع ذلك الأرنب الكبير

بل وكانت بينهما أحاديث كثيرة على حياة آدم وعائلته.

وفي داخل القاعة الملكية تم استدعاء الكهنة وقادة الجيوش وبدأ التشاور لأمور الحرب والاستعداد لها واتحدت الجيوش الثلاثة معا لتكوين جيش كبير- جيش الجنوب- تحت قيادة الكهنة الثلاثة بأمر من الملوك.

وفى صباح اليوم السابع وقبل مغادرة جيش الجنوب إلي الشمال حدث شئ رهيب لم يكن متوقعا

لقد بدأت الحرب

لقد هاجمت مسوخ الجوبلز فجأة أرض الأقزام، جيش كبير من الجوبلز هجم علي جيش الجنوب وبدءوا يقاتلونهم بشراسة، كانوا أعدادا هائلة من مسوخ الجوبلز أنطلقوا نحو جيش الجنوب وبدأو يقاتلونهم بشراسة وكانت معهم وحوش الجراندصور المخيفة وهى وحوش سوداء تشبه الذئاب لكن فى حجم الفيل ولها ذيل طويل فى نهايته فم بشع يخترق الأجساد بقوة.

وتقاتل الجيشان بقوة وعلت أصوات السيوف وقاتل الكهنة الثلاثة بكل قوتهم حتى آدم قد حارب معهم وبدأ يطلق السهام على مسوخ الجوبلز لكنه فوجئ بأحد وحوش الجراندصور يركض نحوه فقذف بسهم نحوه لكنه لم يصبه فأمسك بسيفه محاولا الدفاع عن نفسه وأقترب الوحش منه ورفع ذيله عالية ليقتل آدم لكن فى اللحظة الأخيرة أنطلق شعاع ضوئي قاتل وأخترق جسد الوحش ليسقط صريع.

نظر آدم ليرى الكاهن أسغار يبتسم له وهو يقول:

"أحترس أيها الغريب فلديك عائلة فى أنتظارك"

تنفس آدم بقوة غير مصدق أن الأرنب الكبير قد أنقذ حياته للتو.

وأشترك الملوك الثلاثة مع جيوشهم فى الحرب وقاتلوا بقوة وكانت حربا طاحنة, شرسة, وكاد جيش الجوبلز أن يهزم لكن فجأة ظهرت سحابة من الدخان الأسود فوق الجسر وأرتفعت عاليا فى السماء حتى أنها حجبت ضوء الشمس الأرجوانية ثم خرج منها جيش الجان الأحمر، جيش كبير يتسلح بأسلحة كبيرة صنعت من  النيران ومعه وحوش الغابات السوداء, وحوش " الشوتار " وهى مخلوقات حمراء مخيفة تشبه القرود لها أربعة أذرع وطوله يفوق الثلاثة أمتار ولها رأس كبير يخرج منه نابان كبيران كالفيل. 

كائنات الشوتار ظلت تقتل فى جنود جيش الجنوب من القناطير والفونات والأقزام بشراسة كبيرة وأنطلق الجان فى كل مكان حتى أنهم أخترقوا جيش الجنوب وعبروا إلى ما بعد مملكة الأقزام, إلى جبل "هيمالا "

حيث سجن وحش الكورون, سيد جبال الضباب وسيد الجوبلز. 

وأنطلق أفراد الجان نحو الجبل وقتلوا حراس الجبل من الأقزام ثم أقتحموا قلب الجبل وأنطلقوا عبر ممرات داخلية إلى الأسفل حيث يقبع هناك سجن "الكورون" وفى ذلك الوقت ظهر جورجون ملك الجوبلز وهو يمتطى دب أبيض كبير فى حجم الفيل ومعه قائد جيشه وجيش آخر من الجوبلز. وواجه ملك القناطير ملك الجوبلز وتصارع الأثنان بقوة وجرح ملك القناطير من ضربة من سيف جورجون لكنه أكمل القتال بكل شجاعة.

وعلى الجانب الآخر كان قائد جيوش الجوبلز يقاتل أبن ملك الفونات وقد كان قائد جيوش الجوبلز أقوى بكثير فقتل الصغير أمام عين أبيه ملك الفونات الذى صرخ بزعر " براى " ثم ركض نحوه وأنحنى ممسكا بجسده وهو يبكى وأحتضنه بقوة وتلوث جسده بدماء صغيره. 

بعدها ترك جسد صغيره وقام وبداخله كل غضب العالم باحثا عن قائد مسوخ الجوبلز وركض نحوه وأشتبك معه فى قتال كبير حتى ضربه بسيفه فقطع ذراع قائد الجوبلز الذى صرخ من الألم وهو يجثو علي ركبتيه لكن ملك الفونات هوى بسيفه بقوة فقطع رأسه التي تدحرجت بعيدا وتناثرت الدماء تحت أقدام ملك الفونات.  كان الكهنة الثلاثة يقاتلون بجانب بعضهم وآدم  يقاتل بالقرب منهم وعلى مقربة منهم أيضا كان الملوك الثلاثة لكن فجأة سمع الجميع صوت مخيف يشبه زئير الأسد، صوت يأتى من داخل الجبل, ونظر البعض نحو مصدر الصوت، 

وهناك أنفجرت بوابة الجبل فجأة وخرج منها – الكورون – سيد جبال الضباب، وهو مخلوق مخيف رمادي اللون يصل طوله لخمسة أمتار وله أربعة أذرع فى كل منها ثلاثة مخالب كبيرة وله رأس كبير صلعاء به عين واحدة فى المنتصف.

وصاح الكورون عاليا: 

" أيها الجرذان الصغيرة لقد حبستمونى هنا لسنوات تحت أرض أورا  والأن سوف ترون غضبى "

ثم رفع آياديه عاليا وهوي بها بكل قوته علي الأرض فأنشقت لعدة أمتار كاشفة عن فجوة كبيرة بها نيران مستعرة، ثم خرجت منها كائنات مخيفة لونها أسود وبها شقوق فى جميع أنحاء جسدها تظهر منها نيران حمراء 

وهتف الكاهن هونار: 

" يا ويل أورا ... ما هذا؟ "

*****

أكمل قراءة الجزء الثالث والأخير من الرواية

رواية أورا - الجزء الثالث والأخير









روايات فانتازيا
تحميل روايات فانتازيا
افضل روايات فانتازيا
أفضل روايات فانتازيا عربية
سلسلة روايات فانتازيا
تحميل روايات فانتازيا pdf
أفكار روايات فانتازيا
اسماء روايات فانتازيا
روايات فانتازيا واتباد
روايات فانتازيا عصير الكتب
روايات فانتازيا مصرية
فانتازيا تاريخية
روايات فانتازيا عربية
روايات فانتازيا وخيال
روايات فانتازيا وغموض واتباد
روايات الفانتازيا واتباد
رواية فانتازيا ويكيبيديا
روايات واتباد فانتازيا مستذئبين
قصص فانتازيا وخيال
روايات خيال فانتازيا واتباد
روايات فانتازيا عربية واتباد
روايات فانتازيا خوارق واتباد
واتباد روايات فانتازيا
روايات فانتازيا خوارق مترجمة واتباد
روايات فانتازيا وغموض
أفضل روايات واتباد فانتازيا
روايات فانتازيا رومانسية واتباد
روايات فانتازيا مكتبة نور
روايات فانتازيا مترجمة
روايات فانتازيا مصرية واتباد
روايات فانتازيا مترجمة واتباد
روايات فانتازيا مستذئبين واتباد
روايات فانتازيا مترجمة pdf
تحميل روايات فانتازيا مجانا
معنى روايات فانتازيا
روايات فانتازيا رومانسية مترجمة
روايات مصرية للجيب فانتازيا
روايات فانتازيا للتحميل
قصص فانتازيا للاطفال
رواية لاجلك فانتازيا
كتاب روايات فانتازيا
روايات فانتازيا كتوباتي
روايات فانتازيا قصيرة
قصص فانتازيا قصيرة
قراءة روايات فانتازيا
رواية فانتازيا فرعونية
فانتازيا قصص
فانتازيا رواية
رواية فانتازيا غموض
روايات فانتازيا عالمية
روايات فانتازيا عربية pdf
روايات فانتازيا رومانسية عربية
روايات فانتازيا تاريخية
روايات سلسلة فانتازيا
رواية سلسلة فانتازيا
اسماء روايات سلسلة فانتازيا
تحميل روايات سلسلة فانتازيا
سلسلة روايات فانتازيا pdf
روايات فانتازيا رومانسية pdf
روايات فانتازيا رومانسية
روايات فانتازيا رومانسي
رواية فانتازيا رومانسية
قصص رومانسيه فانتازيا
روايات فانتازيا خيال
روايات فانتازيا خيالية
روايات خيالية فانتازيا واتباد
روايات خيالية فانتازيا عربية
رواية خيال فانتازيا
روايات فانتازيا احمد خالد توفيق
روايات خيال فانتازيا
روايات فانتازيا حب
روايات حب فانتازيا
روايات فانتازيا جديدة
روايات جيب فانتازيا
رواية فانتازيا تحميل
روايات تجسد فانتازيا واتباد
تحميل روايات فانتازيا عربية
تحميل سلسلة روايات فانتازيا
روايات فانتازيا بالعربية
قصص فانتازيا بالدارجة
روايات فانتازيا اجنبية
روايات فانتازيا pdf
افضل روايات فانتازيا عربية
افكار روايات فانتازيا
اشهر روايات فانتازيا
افضل روايات فانتازيا مترجمة
روايات انمي فانتازيا
روايات فانتازيا خوارق


تعليقات

  1. احدث شيقة جداً، رواية جميلة جداً، انا متابعة بشغف

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«أورا - صراع الممالك» روايات فانتازيا عربية

«في قلبي سمكة» قصص خيالية للأطفال

مغامرات سنج - مواجهة التورتوجا«قصص خيالية جديدة»