«مطعم الأسماك الفضائية» قصص فانتازيا جديدة

 مرحبا بك عزيزي القارئ في مدونة الكاتب «إسماعيل أليكس» وهي مدونة أدبية تنشر بأستمرار قصص فانتازيا جديدة   وقصص خيال علمي وقصص خياليةللأطفال، فأرجو أن تنال كتاباتي المتواضعة علي أعجابك كما أرجو أن تخبرني برأيك في التعليقات أسفل القصص الأدبية.


مطعم الأسماك الفضائية 

قصص فانتازيا جديدة



 مطعم الأسماك الفضائية

حسن، من أين أبدأ؟
ربما تعلم أن الأثرياء لهم عاداتهم الخاصة والتي تكلفهم حرفيا عشرات الآلاف من الدولارات أما في وجبة ما أو استخدام أدوات ذهبية غالية أو إحدى ماركات القهوة التي يكلف الفنجان منها مئات الدولارات، لكن ما رأيته يفوق تصور محدود الدخل.
حسن، أنا أحب الطعام مثلي مثل معظم البشر، ولأن لكل منا وجباته المفضلة فأنا أحب الأسماك جدا لذلك يمكن أن أتناول وجبات الفسفور مرتين علي الأقل أسبوعيا. لست متزوجا علي أي حال لذلك أتناول معظم وجباتي في المطاعم خارج المنزل. أنا ميسور الحال اعمل في وظيفة مرموقة أتقاض منها راتبا محترما.
يعلم أصدقائي في العمل حبي الشغوف لوجبات السي فود لذلك اقترح علي أحدهم واحدة من المطاعم التي قام بتجربتها من قبل مع عائلته والحاصل علي تقييم ممتاز من الزبائن علي المواقع الإلكترونية المتخصصة لذلك قررت أن أقوم بتجربته في نهاية الأسبوع.
أنهيت عمليا يوم الخميس في الرابعة مساءً واستعديت لتناول وجبة الفسفور المنتظرة. غادرت مكتبي إلي المصعد ثم نزولا إلى جراج البناية التي بها الشركة التي أعمل بها ثم ركبت سيارتي متجها إلى أحد المراكز التجارية الشهيرة بمنطقة سان إستيفانو بالإسكندرية وهناك صعدت إلي الطابق الثالث حيث المطعم الذي أخبرني به صديقي في العمل.
وأثناء سيري في الطابق والبحث عن المطعم المنشود وجدت مطعما آخر قد لفت انتباهي، مطعما لا يوجد به زبائن كثير فقط بضعة أفراد يجلسون علي بضع طاولات، لكن ما جذبني إليه هما شيئان، أولهما أن تصميم المطعم الراقي جدا والرسومات التي علي الحائط والتي كانت جميعها عن صور لكائنات بحرية وصور لقاع البحار والشعب المرجانية، حتى المقاعد والطاولات كانت لها تصميما خاصا فلاحظت أنها مصنوعة من أرقى وأجود أنواع الخشب ومرصعة بصدف البحر فأعطي ذلك للمكان طراز خاص. أما الشيء الآخر هو اللافتة المعلقة والتي تخبرك أن الحساب بالدولار الأمريكي والحد الأدنى للفاتورة مائتي دولار.
يا اللهبي ، مائتي دولار... لماذا؟
تضاعف شغفي حتى بلغ ذروته وقررت أن اكتشف ذلك المطعم اليوم وأن أؤجل تقييم المطعم الثاني ليوم آخر، فلا يهم كمْ سأدفع اليوم ما دامت البطاقة البنكية في محفظتي وفيها كامل الرصيد. لقد قررت أن أخوض مغامرة في بحر السي فود هذا.
دخلت بهدوء وجلست علي الطاولة في انتظار النادل ومرت خمس عشرة دقيقة ولم يأت أحد فبدء صبري ينفد ونظرت حولي فلم أجد أحد العمال في المكان سوى ثلاثة زبائن يأكلون ببطء مملا منذ أن دخلت وقد لا حظيت فيهم شيء مريب، أنهم لا يتحركون بتلقائية مثل البشر، بل إن أعينهم لم تنظر بعيدا عن الأطباق نهائيا، يرفعون الشوكة بقطعة الطعام إلي أفواههم ثم يضعونها في الأطباق التي أمامهم ليأخذوا قطعة أخرى من السي فود ثم يأكلونها وهكذا.
بدء قلبي يرتجف، ما هذا المكان؟
وقعت عيني علي قائمة الطعام فأمسكت بها وبدأت أقرأ الأصناف من الطعام، أنها أصناف عادية، لكن في آخر القائمة وجدت عبارة تقول:
«إذا أردت النادل فأضغط علي الزر»
زر؟! أي زر؟
نظرت سريعا علي الطاولة فوجدت زرا صغيرا مثبتا في منتصف الطاولة لم ألاحظ وجوده منذ أن جلست هنا. حسن، ضغط الزر و...
فجأة، بدأت الطاولة بالمقاعد تتحرك بشكل دائري في حلقة كاملة حول محورها وهي تغوص للأسفل وتأخذني معها فأمسكت بالطاولة وأنا أهتف بذعر «ما هذا؟ ماذا يحدث؟»
غلف الظلام حولي والطاولة تنزل بي لأسفل حتى بدء ضوء يأتي من الأسفل رويدا رويدا وبدأت أسمع أصوات أشخاص وأصوات المعلق في الأطباق حتى استقرت بي الطاولة داخل مطعم آخر. نظرت حولي لأري بشرا حقيقيين يجلسون حولي، عائلات وأفرادا يبدو عليهم الثراء الفاحش من المصريين والعرب وهناك أجانب أيضا.
هذا رجل معروف وهذا محافظ المدينة مع زوجته وهؤلاء مجموعة من الأجانب على طاولة أخرى ربما جاءوا للعمل أو السياحة لا أعلم تحديدا ولكن الأهم ما هذا المكان؟
كان في منتصف المطعم تحديدا إناء زجاجي كبير يحوي سمكة عملاقة تشبه الحوت أو رأسها فقط، نعم أنها عبارة عن رأس فقط يتحرك ببطء وله نظرات حادة، رأس دون جسد لونه أسود واهي عدة خطافين تنتهي بمخالب تخرج من ذلك الرأس.
مر نادل بجواري ورأيت عاملي مثله يخدمون عدة طاولات أخرى، كان يحمل أطباق الأسماك ورأيت عليها أشكالا عجيبة من الأسماك وبعضها... حي
نعم هناك أسماك حية في الأطباق قدمت للزبون الذي بدا سعيدا جدا وهو يقوم بتقطيعها وأكلها قطعة تلو الأخرى والعجيب أن تلك السمكة الغريبة لم تمت حتى قام الزبون بقطع جزء من رأسها وأكله.
كان تصميم المطعم مميز مثل المطعم في الأعلى الذي كنت أجلس فيه، ورأيت علي الجدران صورا لكائنات بحرية غريبة لم أرها في حياتي بل ما رأيته كان أشبه بأفلام الخيال العلمي.
وفي كل ركن من أركان المطعم كان هناك إناء زجاجي كبير مليء بالمياه وبداخله مخلوقات بحرية غريبة كتب اسم كل منها في أعلى الإناء الزجاجي، هذا سمكا «الأكور» وهو يشبه ثعبان البحر لكن لونه فضي وله أكثر من عشر زعانف متراصة خلف بعضها البعض ورأيت نادلا يرمي إليه قطع من اللحم فأقترب منها الأكور ليفتح فمه ليخرج فم آخر منه أصغر حجم ذي أنيابا بارزة وينقض بسرعة على قطعة اللحم ليأكلها ويعود داخل الفم الأول.
وفي إناء آخر رأيت سمك «البوغاتا» كما كتب عليه وهو صغير الحجم لونه أزرق يشبه سمكا – البلطي – الذي يعيش في المياه العذبة لكنه يغير لونه من الحين للآخر كما أنه يستقر بشكل رأسي معظم الأوقات حيث تكون رأسه للأسفل وذيله للأعلى.
ولكن العجيب فيهم هو سمك «الهولامي» وهو يشبه قنديل البحر لكن دون ذيول ولونه أبيض ناصع، لكن العجيب فيه أنه يتشكل لأي شيء تقريبا ينظر إليه فعندما وقعت عيني عليه رأيته أصبح شفافا كزجاج الإناء الموضوع بداخله، وعندما رآني سمك الهولامي انظر إليه رأيت عينيه تنظر إلي بشدة لبضع ثوان ثم تشكلت السمكة أمامي لتعرض لي... وجهي
نعم تشكل على هيئة وجهي هذه المرة وكأني أنظر إلي المرآة، وفرغ فاهي من شدة المفاجأة، يا اللهبي الرحيم ما هذا المكان؟
سمعت صوتا بجواري يقول
مساء الخير سيدي»
نظرت لأجد النادل يقف ممسك بجهاز آباد إلكتروني وقال مبتسما «ماذا تريد أن تتناول الليلة يا سيدي؟»
كانت المفاجآت التي مررت بها قد لجمت لساني لكني أجبت كشخص يفيق للتو من نوم عميق «أنا... أريد...»
لا شيء في رأسي، لا أعرف ماذا أقول لكن سمعت أحد الزبائن في تلك اللحظة يقول «أريد شربة العين السوداء»
لا أعرف ما هذا الطلب الغريب لكني أخبرت النادل به علي أي حال فذهب لإحضاره وهذا وفر لي وقت حتى أهدأ وأتمالك نفسي. ورغم أن المكان مكيف الهواء ألا أنني شعرت بعرق علي جبيني فأخرجت منديلا ورقيا ومسحت عرقيا وأنا أحاول أن أستوعب ما أراه حولي حتى سمعت اثنين من الأثرياء بالقرب مني يتحدثون عن المطعم هذا فأسمعت بإنصات لعلي أعرف ما طبيعة هذا المكان وهذه المخلوقات العجيبة؟
«لقد تطور المطعم جيدا عن العام الفائت»
«صحيح، وكذلك الأسماك الفضائية تلك، أنهم يحضرون أنواع جديدة باستمرار»
«صحيح، أنني أحضر خصيصا من العاصمة إلى هنا بسبب وجبة الهولامي»
«من المؤسف أنه الفرع الوحيد في مصر، لكنني سمعت أنهم سيفتحون فرعا جديدا بمدينة نصر في العاصمة»
«أتمنى ذلك، كما أتمنى أن يبقي الوضع سريا كما هو الآن»
حسن، يا اللهبي ، مطعم للأسماك فضائية، يحضرون مخلوقات غريبة من كوكب آخر ليأكل منها الأثرياء من البشر، هذا هو السبب في أن الحساب بالدولار الأمريكي وليس بالعملة المحلية. لكن من صاحب هذه الفكرة؟
وكيف يأتون بتلك المخلوقات من الفضاء؟
بالتأكيد هناك جهات عالمية وراء ذلك المشروع.
ولكن الأهم من ذلك
هل تلك المخلوقات العجيبة آمنة للاستخدام الآدمي؟
* * * * *
جلست أفكر فيما سمعته للتو وانظر حولي متعجبا ممن أراه هنا في ذلك المكان العجيب. وبعد قليل أحضر النادل طبق الشربة الذي طلبته ولا أعلم ما هو بالتحديد؟ ووضعه أمامي علي الطاولة فنظرت لطبق شربة العين لأجدها مجرد شربة عادية لا شيء فيها لونها يميل للأصفر الداكن ولم تكن شفافة فلم يظهر قاع الطبق فيها.
لكن فجأة ظهر زوج من العيون من قلب الشربة، عيون أحد أنواع الأسماك الفضائية التي لم يسمع بها بعد، عيون ذو نظرات ثابتة لا حياه فيها.
فجأة تحركت العيون، تحركت القرنية بداخلها لتنظر نحوي فقفزت واقفا من الهلع والخوف مردفا «ما هذا؟ ماذا يحدث؟»
وألتفت الجميع ينظرون نحوي بتعجب وأنا أصرخ من الخوف وفي تلك اللحظة صاح سمك الهولامي المتحول «غريبا، غريب»
وكانت الصدمة الكبرى بالنسبة لي
سمك ناطق أيضا
كان غطاء الإناء الزجاجي لسمك الهولامي مكشوف حيث كان النادل يضع الطعام له فقفز الهولامي من داخل الإناء علي أقرب طاولة له ثم قفز مرة أخرى بين يدي وقال ملامح الحماس التي ظهرت علي وجه «خذني معك»
فرغ فاهي مرة أخرى وأنا أنظر إليه وذادت دهشتي آلاف المرات عندما تشكل الهولامي علي هيئة طفل صغير يبتسم ليجبرك علي عدم تركه.
وأفقت في تلك اللحظة التي أخذ النادل سمك الهولامي من يدي وجاء نادل آخر سريعا محاولا تهدئتي لكني دفعته بعيدا وركضت في اتجاه عشوائي، ركضت ولا أعلم إلى أين أركض؟ فعبرت بابا خشبيا بسرعة لأجد نفسي أسقط عبر درجات سلم حديدي ليستقر جسدي علي أرضية ممر يمتد لحوالي خمسة أمتار وينتهي بباب آخر فقمت متحاملا علي ألام جسدي وركضت نحو ذلك الباب ظنا مني أنه باب الخروج من هذا المكان المرعب، وأدرت مقبض الباب وفتحته وعبرته لأجد نفسي داخل مخزن كبير به أرففا معدنية عليها أسماك فضائية وثلاجات عرض كبيرة كالتي في متاجر الحلويات وكل منها بداخلها أسماك فضائية عجيبة غير التي رأيتها في المطعم.
ركضت كالمذعور باحثا عن مخرج فلم أعود أعلم أين أنا بالضبط؟
لاحظت كلمات باللغة الإنجليزية محفورة على كل إناء زجاجي فقرأت تلك الكلمات لأري اسما أثار دهشتي أكثر وأكثر «شركة فرجينيا ليمتد، أحد مشاريع وكالة ناسا لعلوم الفضاء»
ناسا، يا اللهبي ، أنه مشروع سري لوكالة ناسا لم تعلن عنه، لقد اكتشفت أحد الكواكب الجديدة في مجرات أخرى واكتشفت وجود تلك المخلوقات فقررت عمل ذلك المشروع السري أو أنه مجرد... اختبار.
ظللت أحدق في هذه الكلمات ثم إفاقتي صوت ما، صوت شيء يعبث في أحد الأركان فتقدمت ببطء ونظرت في آخر أحد الممرات لأري مخلوقا عجيبا ومخيفا، مخلوقا لزجا يشبه الإنسان له قدمين وأربع أزرع ورأس يشبه الأخطبوط له عدة أزرع.
كان يبحث عن شيء ما وما ان رآني حتي انطلق نحوي يركض بغضب فاستدرت لأركض لكني اصطدمت بنادل المطعم الذي رأي المخلوق فقال بدهشة «ما هذا؟»
تركته وركضت فأنقض عليه المخلوق المخيف وامسكه بأذرعه الأربعة وأبتلع رأسه في فم الأخطبوط واختفت صرخة النادل المسكين وانقطعت فجأة.
دفعت الباب ودلفت داخل المطعم وانا اصرخ من الخوف ففزع جميع الحاضرين وحاولت ان اجد مهربا فتذكرت طاولتي التي احضرتني هنا حتي وجدتها فجلست عليها سريعا وضغط علي الزر عدة مرات لكن لم تتحرك الطاولة قط. ودخل المخلوق في تلك اللحظة لينقض علي كل من قابله وساد الهرج والمرج في المطعم لكني لاحظت ان المخلوق المخيف يبحث عن شيء ما حتي اقترب من احد الطاولات والتي كان عليها بعض الاسماك الصغيرة او بقاياها ووجد بقايا... صغاره.
وأطلق صرخة غضب مخيفة وصب غضبه علي المكان والحاضرين ورأيت أحد الزبائن يضغط زرا بجانب المقعد الذي يجلس عليه وبدأت الطاولة في الارتفاع بشكل دائري فبحثت بجنون عن ذلك الزر في مقعدي حتي وجدته وبدأت الطاولة في الارتفاع حتي وصلت لنصف المسافة فرأيت المخلوق ينظر نحو ثم قفزت قفزة كبيرة في أتجاهي وهو يمد أذرعه محاولا الأمساك بي فأمسكت بأحد الأطباق علي الطاولة ورميته نحوه فأصطدم برأسه وسقط أرضا ثم ساد الظلام والطاولة ترتفع لأعلي وسمعت صراخ الزبائن ثم دوي أنفجار هز المطعم بأكمله واهتزت الطاولة معه، وبعدها وجدت نفسي في المطعم العلوي فقمت سريعا أركض خارجا كالمجنون وقد أثرت دهشة رواد المركز التجاري.
لم أنس تلك التجربة ابدا كما انني لم اتذوق طعم الأسماك من وقتها.
تمت -بحمد الله-

قصص أخري 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«أورا - صراع الممالك» روايات فانتازيا عربية

«في قلبي سمكة» قصص خيالية للأطفال

مغامرات سنج - مواجهة التورتوجا«قصص خيالية جديدة»