«أورا - حرب الممالك ج3» روايات فانتازيا عربية

 مرحبا بك عزيزي القارئ في مدونة الكاتب «إسماعيل أليكس» وهي مدونة أدبية تنشر بأستمرار قصص فانتازيا جديدة   وقصص خيال علمي وقصص خيالية للأطفال، فأرجو أن تنال كتاباتي المتواضعة علي أعجابك كما أرجو أن تخبرني برأيك في التعليقات أسفل القصص الأدبية.



رواية «أورا» 
حرب الممالك 
الجزء الثالث والأخير
روايات فانتازيا عربية 



وانطلقت الكائنات النارية تتحرك بسرعة كبيرة  وتقتل فى جنود جيش الجنوب بلا رحمة, ومات الكثيرون وأصبح جيش الشمال أقوى ولاحت هزيمة جيش الجنوب فى سماء أورا، 
لكن الكهنة كان لهم رأى آخر 
وصاح الكاهن أسغار فى تلك اللحظة:
" فلنحضر جيش أورا "
وبسرعة كبيرة بدأ الكهنة بصنع أشارات بأيديهم وأنبثقت دائرة كبيرة من الضوء الأبيض بنفس لون بياض الثلج وظلت الدائرة تتسع أكثر وأكثر حتى أصبحت فى حجم جبل صغير، 
وبعد لحظات خرجت منها كائنات من النور، مخلوقات لها أقدام إنسان ورأس طائر العنقاء ومعها سيوف من الضوء الأبيض.
وأنطلق جوش أورا نحو مخلوقات النار السوداء وقاتلتها بقوة وظلت تقتل فيها بينما بدأ الكهنة الثلاثة في أطلاق أشعة جاما لقتل الجوبلز والجان. 
وأستعاد جيش الجنوب أخيرا بأسه وهتف ملك القناطير:
" من أجل أورا " 
فصاح الكثير من جيش الجنوب معا "من أجل أورا "
وهذه المرة حارب أفراد جيش الجنوب بقوة وصاح القناطير فى وجه مسوخ الجوبلز وقفز الأقزام على مخلوقات الشوتار وظلت تقتل فيها بقوة لكن بالطبع مات الكثير من الأقزام أيضا وهتف آدم فى تلك اللحظة: " نعم ... من أجل أورا "
وضرب بسيفه فقتل أحد مسوخ الجوبلز ثم أطلق سهم قوى فقتل أحد مخلوقات الشوتار وضرب رأس أحد الجان بسيفه فشقه لنصفين.  
ورأى آدم جورجون ملك الجوبلز يقتل الكثير من جيش الجنوب فنظر نحوه بغضب وركض آدم نحو جورجون وأطلق سهم فأنغرس فى عنق الدب الكبير فسقط أرضا وسقط جورجون بجواره لكنه قام غاضبا ونظر لآدم لثوانى فقد تعجب من شكله وقال " أنت لست من أورا "
ثم أمسك سيفه بقوة قائلا وهو ينقض على آدم:
"لكنك ستموت على أى حال " 
كان جورجون أقوى عدة مرات من آدم لكن الشاب كان أصغر وأسرع فكان يتفادى ضربات ملك الجوبلز بكل سرعة وخفة لكنه مع ذلك لم يستطيع أن يصيبه بضرر. 
وفى نفس الوقت كان الكورون يدهس أفراد جيش الجنوب بقدميه الكبيرة ويقذفهم بالصخور الكبيرة فيقتل الكثير منهم وقد فشل الكهنة فى هزيمته حتى صاح هونار قائلا لرفيقيه 
" لابد أن نأتى - بحارس أورا – أنه السبيل الوحيد لنا "
وافقه أسغار وهو يقتل أحد الوحوش الشوتار السوداء قائلا:
" نعم إن أورا فى خطر كبير الأن فلنحضر الخواتم الثلاثة من الملوك, هيا بسرعة "
وركض الكهنة الثلاثة فى أرض المعركة, ركضوا نحو ملوكهم وطالب كل كاهن بالخاتم ورغم أن أثنان من الملوك كانوا معترضين على ذلك ألا أنهم أستجابوا لهم فى نهاية الأمر.
وجمع الكهنة الخواتم الثلاثة والتي كانت عبارة عن عين دائرية بداخلها قبة حمراء يمر بأسفلها نهر، وهو بالطبع نهر سالوين ثم صعد الكهنة فوق تل كبير فى أرض الأقزام ثم لامسوا الخواتم ببعضها البعض وبدأوا يقولون بصوت واحد :

يا حارس الأرض
يا حارس أورا
أننا نستدعيك الأن
لتحضر إلينا ويعم السلام
فلتستيقظ يا حارس أورا

ومع آخر كلمة نطقوا بها خرج ضوء قوى من الخواتم الثلاثة غشي العيون ثم أنطلق هذا الضوء نحو نهر سالوين وأقتحمه وسار فى أعماق النهر حيث كهف مائى يقبع فى قاع نهر سالوين. 
وهناك فى داخل الكهف فى قاع النهر ... أستيقظ 
قام من سباته, قام وهو يشعر بالغضب, قام وله هدف واحد فقط وهو تدمير أى عدو يمس أرض أورا. 
وفى أرض المعركة كان جيش أورا – مقاتلين النور – يقاتلون بقوة مع الجوبلز والجان وكان يساندهم بالطبع جيش الجنوب من الممالك الثلاثة. 
وظل آدم يقاتل جورجون ملك الجوبلز بعناد وأصرار مما ذاد من غضب جورجون وصرخ فى وجه:
" سوف أقطع جسدك إلى أشلاء أيها الجرذ الصغير "
وهجم على آدم  وكال له الضربات بقوة وسقط سيف الشاب من يده ورأى جورجون يرفع سيفه الكبير ليقتله وأغمض آدم  عينيه وهو يدعى ربه أن ينجيه، وفى اللحظة الأخيرة أرتطم سيف جورجون بسيف آخر، أنه سيف الكاهن أسغار الذى قال وقتها: 
" لن  تقتله اليوم أيها المسخ القبيح "
قال جورجون وهو يقاتله:
" أذا ستموت معه أيها الأرنب الساذج وسوف أستمتع بتناول لحمك بنفسى "
فجأة أنفجرت بقعة من مياه نهر سالوين وتناثر الماء عاليا في الهواء ثم خرج منها مخلوق عملاق يفوق الكورون طولا وحجما وصاح الكهنة الثلاثة معا، 
أنه البنديكت. 
كان حارس أورا عبارة عن سحلية برمائية كبيرة تقف على قدميها الخلفيتين ولها ذيل طويل وفم كبير أطلقت صوتا عاليا جعلت الجميع يتوقف عن القتال للحظات لكن- الكورنو – صاح بصوته المخيف:
"سوف أقتل هذا الجرذ الكبير"
وركضت الكورون نحو البنديكت الذي رآه فركض نحوه هو الآخر،
وأشتبك الاثنان وتقاتلا بقوة وعاد الجيشان مرة أخرى للقتال أيضا، جيش الشمال وجيش الجنوب لكن آدم رأى الكاهن أسغار يسقط أرضا فركض نحوه ليرى دماء زرقاء تسيل منه وكان يحتضر فانحنى نحوه وصاح بفزع:
"أيها المعلم أسغار "
نظر الأرنب الكبير إليه وأبتسم بوهن وضعف قائل:
"أبحث عن الكتاب أيها الغريب أنه بوابتك للعودة إلى عالمك"
وكانت هذه آخر كلماته فبكى آدم وهو يحتضنه ونظر حوله فرأي جورجوني يختفي وسط المعركة.
وفي ذلك الوقت كان البنديكت يقاتل الكمرون وضربه بذيله فسقط سيد جبال الضباب أرضا فانقضى حارس أورا عليه وغرس أنيابه في عنقه فلم يستطع الكورون المقاومة في تلك اللحظة وفارق الحياة بعد قليل من الوقت، فبدأ للبنديكت يسحبه نحو نهر سالوين حتى اختفى الاثنان داخل المياه.
ورأى آدم ذلك وصاح عاليا:
"لقد مات الكورون ، لقد مات وحش للجوبلز "
وبدأ الجميع يلتفت نحوه على التوالي وصاح أفراد جيش الجنوب فرح ورأي آدم جوردون يهرب عائدا إلى الشمال عبر جسر نارينا وركض المتبقون من جيش الجوبلز خلفه هرب بحياتهم بينما صنع ملك الجان سحابة سوداء كبيرة وهربا عبرها هو وجيشه ووحوش الشوتار المخيفة ثم اختفوا تماما أمام الجميع.
وهلل جيش الجنوب فرحا بالانتصار لكن كان هناك حزن كبير أيضا فلقد مات الملوك الثلاثة في تلك المعركة.

*****
"سوف تقاتلون معي"
هتف آدم بهذه الكلمات داخل القاعة الملكية وهو ينظر لقادة الجيوش الثلاثة فأعترض قائد جيش القناطير قائلا:
"كيف نقاتل معك؟ لقد انتصرنا، ثم أنك لست من أورا فكيف نقاتل
معك؟"
قال آدم بغضب
"إن الكاهن- أسغار - مات من أجلى ومن أجل أورا وهذا الشر الذي تعتقدون أنكم انتصرتم عليه قد هرب إلى الشمال، يجب أن نذهب إلى هناك يجب
 أن نقتل الجوبلز حتى لا يجمعوا جيشهم من جديد ويهاجمون أرضكم مرة أخرى ولا تنسون أنهم سيريدون الثأر لسيدهم... الكورون "
قال قائد جيش الأقزام
"وما شأنك أنت بأرضنا؟"
في تلك اللحظة لم يجد آدم ما يقوله لكن الكاهن- هونار - قال وهو ينظر إلى قادة الجيوش الثلاثة:
"إن الغريب معه حق فيما قاله وسوف نذهب نحن الكهنة معه أيها السادة الكرام"
نظر القادة الثلاثة إلى بعضهم ولم يتحدث أحدهم بعد الآن.
لقد انتهت الجولة الأولى من معركة أورا وتبقت الجولة الثانية والأخيرة.

*****

الفصل الخامس 


سار جيش الجنوب فوق جسر نارينا متجها نحو الشمال، وكان في مقدمة الجيش آدم والكهنة وقادة الجيوش الثلاثة من القناطير والأقزام والفونتات . مرت ليلتان قمريتان على سير الجيش فوق جسر نارنيا وفي الليلة الثالثة كان الجميع يستريح من عناء الطريق وبينما كان آدم يجلس بجانب الكاهن هونار همس له متسائلا:
"لماذا وافقت على خروج الجيش معى أيها الكاهن هونار ؟"
نظر الأرنب له وكان يمس شواربه الطويلة بأصابعه وقال بهدوء:
"إن لك روحا طيبة أيها الغريب وقلب قوي، كما أن أسعار أخبرني عنك الكثير وكان دائما يثق بك وبقدراتك حتى التي لا تعلمها أنت نفسك، لقد قال لي ذات مرة: إن هذا الغريب يمتلك طاقة هائلة وشجاعة لا يعلمها هو"
نظر آدم نحو القمر الفضي في سماء أورا وهو يفكر في تلك الكلمات بينما بداخله قرر أن ينتصر لأورا وأن يقتل جورجون بأي ثمن حتى وإن كلفه هذا حياته.
في اليوم التالي لاح الشمال من بعيد لآدم ورفاقه وهم يسيرون في مقدمة جيش الجنوب وقال آدم للكاهن هونار :
"إن لدى خطة، يجب أن نهاجم الجان أولا في الغابات السوداء"
عقد الكاهن حاجبيه بينما قال- جينار - الكاهن الثاني
"إن الجان قوة لا يستهان بها فلا يخدعك أنهم قد انسحبوا من المعركة فأنهم أقوياء جدا"
أبتسم الشاب وهو يقول "ومن قال إننا سنحاربهم؟"
نظر الكهنة إلى بعضهم بدهشة وسأله هو نار بهدوء:
"سنهاجمهم ولا نحاربهم، وكيف هذا؟"
أجابه آدم بثقة:
"لقد قرأت كتاب الشمس"
صاح الكهنة معا في صوت واحد "ماذا؟" أجابهم آدم وهو يقول بهدوء:
"نعم لقد قرأته، لقد علمني أسعار في وقت قصير كيفية تسخير عدة أشكال للطاقة وجعلني أقرأ هذا الكتاب- كتاب الشمس- كما أن لدى الآن أحد الخواتم الثلاثة للملوك، ولقد وضعت خطة نهاجم بها الجان ونحكمهم للأبد حتى نأمن شرهم"
كان الكهنة وقادة الجيش ينظرون إليه بدهشة كبيرة وذادت دهشتهم عندما علموا بخطته، وبعد وقت قليل وصل الجيش لأرض الشمال وفورا
أتجه الجيش أولا نحو الغابات السوداء وفي الطريق قال هو نار لآدم:
"إنني أخشى أن خطتك تفشل ياعزيز أورا؟"
قال آدم بدهشة "عزيز أورا؟"
أجابه الكاهن:
"نعم لقد أصبحت واحدا من أهل أورا الأن"
سعد الشاب كثيرا بهذه الكلمات وقال واضعا يده على صدره:
"أنه لشرف لى أيها الكاهن" ثم أكمل حديثه :
"لكن لماذا تعتقد أن خطتى ستفشل؟"
أجابه الكاهن هونار بعد أن تنهد برفق
"أنت تريد أن تطلق القبة البيضاء على غابات الجن السوداء وهذه قوة هائلة وأقصد القبة البيضاء بالطبع فلم يستطع أحد منا نحن الكهنة أن يفعلها من قبل ولا حتى المعلم ليو قبل أن يختفى تماما"
ثم أكمل الكاهن قائلا:
"وحدهم الأجداد من هم أستطاعوا أن يفعلوا ذلك لأنهم كانوا يملكون الكثير من العلم والطاقة والمعرفة"
قال آدم مطمئنا أياه "لقد قرأت كثيرا عن القبة البيضاء فى كتاب الشمس بعد أن سمح لى الكاهن أسغار بذلك وقد وجدت شيئا يمكن أن يساعدنا"
تساءل الكاهن "وإن فشلنا؟" أجابه آدم "سنحاربهم"
تنهد هونار ونظر للكاهن جينار الذى بدى غير متحمس لما قاله آدم.
وصل جيش الجنوب إلى الغابات السوداء وكانت كئيبة المشهد، وأسرع آدم وأمسك بحجر صغير ورسم دائرة كبيرة على الأرض ثم وقف بداخلها وأرتدي خاتم أسغار في يده وتبعه الكهنة ثم أغلق آدم عينيه وهو يتصبب عرقا من أشعة الشمس الأرجوانية وبدأ يتمتم بكلمات صغيرة ويحرك يده في حركات دائرية وكان الكهنة يفعلون المثل.
فجأة ظهرت أمام الجميع في السماء دائرة بيضاء صغيرة من الضوء ثم بدأت تتسع وتتسع أكثر وأكثر فوق الغابات السوداء لتشكل قبة بيضاء كبيرة من الضوء وفي تلك اللحظة ظهر الجان وظهر الملك وعلى وجهه علامات الخوف الذي رأها آدم لأول مرة وصرخ ملك الجان عاليا:
" اختبؤا "
وهرب أفراد الجان إلى أسفل الجبال والتلال في الغابات السوداء لكن ملك الجان حاول أن ينشر الدخان الأسود في السماء ليمنع القبة البيضاء من الانتشار لكنه فشل في ذلك فقد بدد النور الظلام وتحول ملك الجان إلي نار خمدت بعد قليل.
واكتملت القبة البيضاء وانطلقت صيحات الفرح بين جنود جيش الجنوب وأمرهم آدم بالتحرك بعد أن نجح في مهمته الأولى وأصبح الجان حبيسي القبة البيضاء للأبد.
*****
أقترب جيش الجنوب من جبال الضباب وأشار أليهم آدم فتوقف الجميع ثم ألتفت أليهم آدم وقال:
"ربما تعتبرونني غريبا عنكم لكني عشت في أرضكم وأكلت مما تأكلون وشربت من نهر سالوين مثلكم، ولقد قاتلت معكم مع أنها ليست أرضى ولا بلادي لكني قد رأيت طيبة قلوبكم، رأيت حماس القناطير ومرح الأقزام وابتسامة الفونتات الطيبين، والآن أريد منكم شيء واحد، أن تقاتلوا معى للنهاية"
في تلك اللحظة ظهر جيش الجوبلز من بين جبال الضباب فهتف الكهنة وقادة الجيوش تباعا:
فلنفعلها من أجل أورا
نعم من أجل أورا
من أجل أورا
من أجل أورا
قال آدم وهو ينظر بغضب نحو الجوبلز :
"من أجل أسغار "
وركض آدم نحو جيش الجوبلز وأنطلق الجيش كله خلفه وألتحم الجيشان بقوة أمام جبال الضباب التي كانت شاهدة علي هذه المعركة الكبيرة.
وتلاقت السيوف محدثة صوت قوي وانغرست السهام في الصدور والرماح شقت الأجساد، كان جيش الجنوب أقوى الآن وأكثر عددا من ذي قبل وصاح آدم عاليا:
" جورجون ... أين أنت أيها المسخ البغيض؟"
وظهر جورجون في زيه الملكي وهو ينظر لآدم بحقد ونظر له آدم بغضب ثم ركض نحوه وهجم عليه بقوة، وتوالت الضربات بينها بالسيوف وشعر ملك الجوبلز أن آدم ذادت قوته عشرات الأضعاف بينما في الحقيقة كان الغضب هو من فعل ذلك بآدم فلقد شعر بالحزن كثيرا على الكاهن أسغار .
دفع ملك الجوبلز آدم بعيدا عنه ثم ركض نحو الجبال واختفى وسط الضباب المحيط بها، وركض آدم خلفه ووقف يبحث عن جورجون لكنه لم ير شيئا أمامه بسبب شدة الضباب حوله فقبض على سيفه أكثر وهو ينظر حوله في كل مكان.
فجأة سمع آدم صوت ضحكات ساخرة لا يعلم مكانها بالتحديد ثم سمع صوت جورجون يقول:
"أنت الآن وحدك في أرضى أيها الغريب وتدافع عن أرض ليست أرضك"
قال آدم وهو يبحث عن ملك الجوبلز وسط الضباب:
"لم أتى هنا من أجل الأرض بل جئت لقتلك"
انطلقت ضحكات جورجون الساخرة مرة أخرى وقال:
"تقتلني؟ تقتل ملك الجوبلز ؟ وهنا في أرضى؟ أنت ساذج أيها الغريب"
ثم قال: "ستموت الآن"
بعدها سمع آدم صوت زمجرة يأتي من خلفه فألتفت ليرى ذئب أسود في حجم الحصان، ذئبا أسود له رأسان وعيون صفراء مخيفة، كان يقترب من آدم وهو يزمجر بصوت مخيف فتراجع الشاب قليلا للخلف وهو يحكم قبضته على سيفه ناظرا لعيني الذئب المخيف، ثم أنقض الذئب فجأة على آدم لكن الشاب قفز نحو اليمين فتفادى أنقضاضة الوحش المخيف وأنقض الذئب مرة أخرى وسقط السيف من يد آدم بينما ضرب الذئب آدم بمخالبه فجرحه في ذراعه الأيسر، وحاول أن يغرس أنيابه في صدر آدم لكن الشاب تحرك سريعا والدماء تنزف من ذراعه ليصطدم رأس الذئب بالأرض.
وفي تلك اللحظة رأى آدم سيفه بجواره فأمسك به بينما كان الذئب يهجم عليه مرة أخرى وفي اللحظة الأخيرة غرس آدم السيف في صدر الذئب الذي أطلق صوت عواء كبير من الألم وسقط بجوار من غير حياه.
تنفس آدم بسرعة وشعر بألأم في ذراعه وحاول أن يقوم من مكانه لكن فجأة هجم جورجون عليه وأمسك جسده وقذف به في الهواء فسقط آدم بقوة على الأرض وصرخ من الألم، لكن جورجون أنقض عليه مرة أخرى وحاول ضربه بالسيف لكن الشاب تحرك بجسده سريعا فأصطدم السيف بالصخر بينما أبتعد آدم قليلا عنه.
قال ملك الجوبلز وهو يقترب من جسد آدم:
"أنت عنيد جدا أيها الغريب لكنك ستموت على أي حال"
ورفع سيفه عاليا ليهوى به على جسد آدم لكن الشاب قد ركله بقدمه في صدره فتراجع جورجون للخلف وكاد أن يسقط أرضا ثم أمسك آدم بحجر كبير وقذف به نحو جورجون فأصطدم برأسه وسقط أرضا، فركض آدم نحوه وجثي فوقه وكال له عدة ضربات جعلت جورجون يترنح قليلا فقام آدم سريعا وأتجه نحو سيفه وأمسكه بينما كان جورجون يحاول النهوض وهو يقول:
"لن تنتصروا علينا مرة أخرى، لن تهزموا الجوبلز أسياد جبال الضباب"
قال آدم بغضب وهو يرفع سيفه عاليا:
"لقد أخبرتك أيها المسخ البغيض، لم أتى من أجل الأرض بل أتيت لقتلك"
ثم هوى بالسيف على عنق جورجون وتناثرت دماؤه على أرض جبال الضباب.
وخرج آدم وهو يمسك رأس ملك الجوبلز بيده وصاح عاليا:
"لقد قتلت جورجون، ... قتلت ملك الجوبلز "
ونظر الجميع له ثم بدأ أفراد جيش الجوبلز يستسلمون تباعا ويلقون أسلحتهم على الأرض بينما هلل جيش الجنوب فرحا وأقيم احتفال كبير في مملكة الأقزام وحضرته الممالك الثلاثة وتوج آدم كملك شرفي لأورا، وشكره قادة الجيوش الثلاثة بينما أعطاه الكاهن هونار صندوق صغير وقال له "إنه هديتك يا عزيز أورا"
فتح آدم الصندوق ليجد الكتاب الذي أحضره إلى هذا العالم، كتاب أورا.
فقال الشاب فرحا
"يا ألهى أنه الكتاب"
أبتسم الكاهن هونار وهو يقول:
"نعم إنه هو لقد وجدوه في مملكة القناطير وأحضروه ألينا وهذا ما جعلني أصدق قصتك يا عزيز أورا" ثم أكمل هونار قائلا :
"والآن لتعود إلى أرضك بسلام أيها البطل الكبير"
أحتضن آدم الأرنب وودع الجميع تاركا إياهم بسلام.
وفي قبو المكتبة كان الرجل الآسيوي يجلس أمام الساعة الرملية التي انتهى تساقط الرمال فيها وكان هذا معناه انتهاء الوقت أيضا فقام الرجل وحاول أن يمسك بالساعة ليزيلها من مكانها لكن فجأة انفجرت الساعة وخرج ضوء أبيض قوي جعل الرجل يتراجع وهو يغلق عينيه ويحمى وجه بيديه، كان وميض ضوء أبيض ظهر في القبو للحظات ثم اختفى نهائيا.
نظر الرجل أمامه ليجد جسد آدم ممددا على أرضية القبو بينما كان الشاب يتنفس سريعا كمن كان يحمل جبلا كبيرا فوق صدره ثم قال غير مصدق: "أنا حي... أنا حي... حمدا لله... أنا حي"
ثم أجهش في بكاء شديد وشعر بيد توضع على كتف وصوت هادئ يقول:
"اهدأ يا بني لقد نجوت بأعجوبة"
كان سماعه لهذه الكلمات جعله يندهش فرفع وجه ونظر ليرى أرنب كبير في ذي ملكي.
صاح آدم وهو غير مصدق "ما هذا؟"
أبتسم الكاهن وحرك ذيله الطويل فسحب مقعد صغير خشبي وجلس عليه وأخذ يتفحص آدم قليلا فقال الشاب وهو يشير إليه بيديه
"أنت المعلم ليو"
"نعم أنا هو، والآن أخبرني كيف كانت رحلتك لأورا؟"
ولطوال ثلاث ساعات قص آدم على المعلم ليو ما حدث معه في أرض العجائب ثم تساءل آدم
"ولكن كيف جئت إلى هنا؟ ولماذا تركت أورا؟"
تنهد الكاهن- ليو- ثم قال له
"لقد درست علم الأكوان لسنوات عديدة وتعلمت الكثير منها من الأجداد الكبار للكهنة الذين ماتوا جميعا ولم يتبق غيري فأصبحت الكاهن الأعظم والمعلم الأول لأورا ثم بدأت بتعليم الصغار وفي نفس الوقت أخذت في صنع التجارب لفتح بوابات من الطاقة تقود لعوالم أخرى"
ثم نظر المعلم ليو إلى كتاب أورا الملقى على أرض القبو وأكمل حديثة:
"وفي يوم ما استطعت فتح بوابة من الطاقة عن طريق نجوم السماء فهي تحمل كم هائل من الطاقة لكن في نفس الوقت كانت الممالك الثلاثة قد بنوا جسر نارينا للعبور إلى الشمال والتواصل مع مخلوقات أخرى لكنهم وجدوا مسوخ الجوبلز التي تتلذذ بتناول اللحم النيئ فقرروا إرسال جيوشهم إلى هناك لمحاربة الجوبلز ، وبالطبع ذهبت مع الجيوش فأنا الكاهن الأعظم لأورا وحاربنا الجوبلز وفوجئنا بوحش الكورون يظهر ويركض نحو الملوك الثلاثة وقاتلوه بشجاعة لكنه كان أقوى منهم فقتلهم، وبعدها قاتلته أنا بكل قوتي وقد استخدمت معه أشعة جاما لكنه كان محصنا بالكامل، كان جلده قوى لا يخترقه شيء فاستخدمت الأشعة الحمراء لأحتواءة وتم أسره ووضعه فى سجن كبير فى أرض الأقزام"
وأكمل الكاهن حديثه:
"لكننى شعرت بالعار فأنا لم أستطع هزيمته فكيف سأحمى أورا؟ ووقتها أستخدمت بوابة النجوم التى نقلتنى إلى عالمك هذا، ودعنى أقول لك بأنى أندهشت كثيرا من رؤيتى لهذا العالم"
قال آدم بتهكم:
"مثلى بالضبط عندما رأيت عالمك"
ضحك الكاهن ليو وعاد يقول "وأتخذت شكل صبى كان يعمل لدى صاحب هذه المكتبة ثم أتخذت شكل صاحب المكتبة نفسه بعد مماته وقد كان رجلا طيب القلب"
ثم قال الكاهن «ليو» بحزن: 
"لقد كان أسغار أذكى تلاميذى، لقد أحزننى موته"
ثم نظر لآدم وقال كمن تذكر شئ هاما:
"ربما أستطيع أن أرسلك لأكتشاف عالم آخر فقد أستطعت خلال سنوات عيشى فى عالمكم أن أجد الكثير من البوابات النجمية"
قفز آدم من مكانه صائحا فى وجه بغضب:
"ماذا تقول؟ أأنت مجنون؟ لن أذهب إلى أى مكان ألا لبيتى وعائلتى، فلتتركنى وشأنى أيها المجنون، أيها المجنون"
ثم ركض الشاب ناجيا بحياته وصعد سلم القبو بسرعة وخرج من باب المكتبة إلى شوارع نيويورك وتنفس الهواء الذي أراح صدره ثم ركض نحو أقرب تاكسى وسار به نحو منزله.
وطوال سنوات عديدة لم يذهب آدم إلى المكتبات نهائيا فكان يشترى كتبه عبر الإنترنت وبالطبع لم يخبر أحدا بما حدث له لأنه لن يجد من يصدقه،
لكنه وطوال سنوات عمره لم ينس مغامرته الكبيرة التي خاضها في
أورا... أرض العجائب

تم -بحمد الله- 
*****

اذا أعجبتك الرواية فأرجو ان تخبرني برأيك في التعليقات بالأسفل
كما يشرفني متابعتك لصفحتي علي الفيسبوك




روايات فانتازيا، تحميل روايات فانتازيا، افضل، روايات فانتازيا، أفضل روايات فانتازيا عربية، سلسلة روايات فانتازيا، تحميل روايات، فانتازيا pdf، اسماء روايات فانتازيا، روايات فانتازيا واتباد، روايات فانتازيا عصير الكتب
روايات فانتازيا مصرية، فانتازيا تاريخية، روايات فانتازيا عربية، روايات فانتازيا وخيال
روايات فانتازيا وغموض واتباد، روايات الفانتازيا واتباد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«أورا - صراع الممالك» روايات فانتازيا عربية

«في قلبي سمكة» قصص خيالية للأطفال

مغامرات سنج - مواجهة التورتوجا«قصص خيالية جديدة»